ملخص علوم الحديث
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن نبينا عبده ورسوله النبي المجتبى وعلى آله وأصحابه ومن على أثرهم اقتفى أما بعد فأتوجه إلى الله العلي القدير أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يشرح لنا صدورنا وأن ييسر لنا أمورنا وأن يوفقنا إلى العلم النافع وأن يرزقنا العمل بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يزيدنا علماً إنه على كل شيء قدير
أخوتي في الله ...من أعظم الصدقات نشر العلم ،فالعلم هو أول مانزل به الوحي على نبينا
عليه الصلاة والسلام متمثلا بقوله تعالى : (إقرأ باسم ربك الذي خلق ).
فمن هذا المنطلق ..أرغب في طرح ما تلقيته من علم من أساتذتي ومشايخي حتى يعم النفع
ويشمل طبقات كبيرة من الناس لتنتفع به .
هذه محاضرات لشيخنا الدكتور سعد الشثري في مادة علوم الحديث ناقشها معنا الأستاذ الدكتور
وليد الودعان حفظهما الله .
قمت بتلخيص المحاضرات على هيئة سؤال وجواب ،حتى يسهل على الجميع قراءتها وفهمها
هي نافعة للمبتدئين في علم مصطلح الحديث وعذرا لأي خطأ ،فهي جهد شخصي ولا يخلو من
الأخطاء ...نسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن .
تلخيص المحاضرة الأولى
علوم الحديث
للمستوى الأول
سؤال وجواب
1_ ماهي فوائد دراسة علوم الحديث ؟
1_معرفة مصطلحات المحدثين وفهمها والتمييز بينها .
2_الثقة بالسنة النبوية وأنها حظيت بعناية وبذلت فيها جهود عظيمة بالغة الدقة.
3_التعرف على مصارد السنة وكيفية الرجوع إليها .
4_التعرف على الطرق والقواعد التي من خلالها نعرف المقبول من المردود ونميز بينهما .
********
2_ماهي مكانة السنة النبوية ؟
1. أن السنة تفسير للقرآن :لا يمكن فهم بعض آيات القرآن إلا من خلال فهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أن القرآن العظيم قد أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأوجب علينا معرفة حق سنته .
والآيات التي فرضت على المؤمنين طاعة النبي صلى الله عليه وسلم آيات صريحة لا تحتمل التأويل وطاعته إنما تكون بالتزام سنته والعمل بما ورد من أحاديثه صلى الله عليه وسلم.
3. أن السنة ترجع إلى الوحي : السنة النبوية هي بوحي من الله تعالى أو باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم.
4. أن الله توعد أولئك المخالفين سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالعقوبة في دنياهم وآخرتهم .
5. أن النصوص قد جاءت بإثبات الرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله .
ومن مقتضى الإيمان برسالته أن نطيعه فيما أمر به وأن نصدقه فيما أخبر به.
6. أن كتاب الله محتاج لبيان السنة قد تخفى علينا شيء من معاني الكتاب إذا لم يصل إلينا بيان السنة
لأنه صلى الله عليه وسلم أعرف منا بمراد الله سبحانه وتعالى وبما يقصده .
7. إجماع الأمة الإسلامية على العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد عملوا بما فيها
وتمسكوا بها وحافظوا عليها والآثار الواردة عن صحابة نبي الله رضوان الله عليهم وصلى الله عليه وسلم الدالة على العمل بالسنة كثيرة متتابعة .
تم بحمد الله الإنتهاء من المحاضرة الأولى
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
تلخيص المحاضرة الثانية
سؤال وجواب
1_ما مكانة السنة من الكتاب؟
اختلف فيها أهل العلم على قولين :
.
* القول الأول : أن السنة النبوية في مرتبة ثانية بالنسبة للقرآن .
واستدلوا بهذه الأدلة:
1-أن القرآن كله قطعي الثبوت بخلاف السنة فمنها ما هو قطعي الثبوت ومنها ما ليس كذلك .
2- أن الكتاب متواتر النقل بخلاف السنة من جهة آحادها فإنه لم ينقلها إلا قلة من الناس .
3- أن السنة قد يرد عليها ما يرد من جهة دخول ما ليس منها فيها بخلاف الكتاب . .
واستدلواعلى ذلك أيضا من السنة بما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له : بم تحكم قال : بكتاب الله ،قال : فإن لم تجد قال : فبسنة رسول الله قال : فإن لم تجد قال : اجتهد رأيي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
* القول الثاني : أن الكتاب والسنة في مرتبة واحدة ، لأن كلا منهما دليل شرعي واستدلوا بـ :
1-ما ورد في النصوص الشرعية من عطف طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعة الله عز وجل.
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92
2-أن الله قد جعل طاعة الرسول من طاعة الله .
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
3-بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل طاعته واجبة مثل طاعة الله عز وجل .
كما جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ".
*****
3-هل يترتب على هذا الخلاف شيء من المسائل ؟
لا يرتب على هذا الخلاف شيء من المسائل لأنه قد اتفق أهل العلم على أنه إذا كان هناك خبر وكانت هناك آية من القرآن ولم يمكن الجمع بينهما ولا معرفة التاريخ فيهما ولم نتمكن من الترجيح بينهما بوجوه الترجيح المختلفة فقد اتفقوا حينئذ على تقديم الآية القرآنية على السنة الواردة
كما أن أهل العلم قد اتفقوا أيضا على أن المجتهد إذا نظر في المسألة الفقهية فإنه ينظر إلى جميع الأدلة ولا يصح للمجتهد أن يحكم بما في الكتاب وهولم يبحث بعد عن أدلة المسألة الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأن السنة قد تخصص عموم الكتاب وتقيد مطلقه.
********
4-هل يستقل الحديث بإثبات حكم شرعي بدون أن يكون له أصل في الكتاب؟
قد أطال العلامة الشاطبي الكلام على هذه المسألة في كتابه " الموافقات " ولكن
نقول إن كل سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد يمكن إرجاعها إلى
عمومات الكتاب الواردة بإثبات حجة أو حجية سنة النبي صلى الله عليه
وسلم بمثل قوله سبحانه "
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}الحشر7
*********
5-ماهي أنواع السنة بالنسبة للكتاب ؟
أنواع السنة من الكتاب
1-أن تكون السنة النبوية مقررة لما في الكتاب .
مثال عليه :
ماورد في قول في قول الله عز وجل : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }البقرة185
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من الواجبات صيام شهر رمضان لما جاءه الأعرابي فسأله عن الواجب عليه من الصيام فقال :صيام شهر رمضان ، فهذا الحديث يقرر ما في الكتاب.
2-أن تكون السنة مبينة لما في الكتاب
وهذا على أنواع:
1-أن يكون على جهة التفسير والتفصيل: فإذا كان هناك شيء مبهم أو مجمل فإن السنة تأتي ببيانه وإيضاحه وبيان المراد منه. ومن أمثلة
ذلك قول الله جل وعلا : { وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}الأنعام141
فهذه الآية تقرر أنه يجب على المسلمين أن يؤدوا زكاة الزروع والثمار ولكنها لم تبين ما هو الحق الواجب في الثمار والزروع بالنسبة للزكاة ففسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
"فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر "
2-أن تكون السنة مقيدة للقرآن أو مخصصة له: وهو نوع من أنواع البيان عند جماهير أهل العلم ،مثال ذلك ماورد في قول الله عز
وجل {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ }النساء11
حيث بينت الآية أن الآباء إذا توفوا فإن أبناءهم وبناتهم يرثونهم وأنه يكون الميراث للذكرمثل حظ الأنثيين لكن جاءت السنة فخصصت هذا العموم في قوله "أولادكم " فبينت السنة أن الولد الكافر لا يرث كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لايرث الكافر المسلم " وجاء في السنة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يرث القاتل " كما رواه الترمذي وغيره
3-السنة التي ظاهرها أنها ناسخة لما في الكتاب :مثال عليها
قوله تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180
فإن ظاهر هذه الآية صحة الوصية للوالدين ثم جاء
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا وصية لوارث. "
4-السنة المستقلة بأحكام جديدة لم تجد في الكتاب .
ومن أمثلة ذلك:
ما ورد في تحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها كما في الحديث المتفق
عليه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تنكح
المرأة على عمتها ولا على خالتها "، ومن أمثلة أيضا أنه ورد في الأحاديث
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية.
وهنا قولان للعلماء على مثل هذه الأحكام الزائدة على مافي الكتاب:
* إذا كانت سنة مستقلة فإنها واجبة الاتباع ويجب العمل بها .
* وطائفة يقول لا بد أن يكون لها أصل لكن يمكن إرجاعها إلى العموميات الواردة في الكتاب بأن السنة حجة .
وهذا الخلاف إنما هو في السنة الآحادية فقط وأما الزيادة على نص القرآن بسنة متواترة فهو محل اتفاق بين أهل العلم
********
6_هل يصح نسخ الكتاب بالسنة ؟
اختلف علماء الأصول في ذلك على أقوال متعددة :
1_ أن السنة تنسخ الكتاب مطلقة وهو قول طائفة من المحدثين .
2_ إن الكتاب ينسخ بالسنة المتواترة دون السنة الآحادية , هذا قول جماهير الأصوليين .
3_ وطائفة تقول بأن الكتاب لا يمكن ولا يصح أن ينسخ بالسنة .
**********
7_ظهرت طوائف لاتقبل السنة فما هي ؟
1_ الخوارج :نقل عنهم أنهم لا يقبلون السنة ويقتصرون على ما في الكتاب : فهم يردون أحاديث بعض الصحابة الذين لا يزكونهم ولا يرون أنهم من العدول.
2_ المعتزلة : حيث كان المعتزلة يحكمون عقولهم :
فهم يردون السنة في العقائد إذا كانت مخالفة بما في عقولهم.
3_ الشيعة :وهم فرق كثيرة لا يرضى بعضهم عن بعض.
وأقوالهم :
* لا يقبلون رواية الصحابة الذين لا يرون عدالتهم.
* إدخال الشيعة لأقوال الأئمة في مفهوم السنة حيث يرون أنها من الحجج الشرعية.
* يرون أن السنة الواردة عن المتأخر من الأئمة ينسخ عمن ورد قبلهم.
4_أهل القرآن :فرقة أسمت نفسها بأنها أهل القرآن أو القرآنيون وبدأوا ينكرون حجية السنة النبوية.
**********
8_ماهي أدلة هذه الطوائف وكيف ترد عليهم ؟
* أن قالوا إن الدين يجب أن يكون قطعيا والسنة ظنية ومن ثم لا يصح أن نحتج بالسنة .
* نرد عليهم :
بأن النصوص الواردة بالنهي عن الظن إنما المراد به الظن الذي يكون في مقابلة اليقين ومقابلة الحق المقطوع .
* أن الكتاب محتو على حكم كل شيء ومن ثم لا نحتاج معه إلى السنة .
* الرد عليهم : قد بين القرآن أن السنة تبين الكتاب :
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
* استدل بعضهم بقوله تعالى : {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38
* الرد عليه: المراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ وليس المراد به القرآن.
* بأن قالوا إن القرآن كامل ومقتضى كمال القرآن أن لا نحتاج معه إلى دليل آخر .
* الرد عليهم: بأن من كمال القرآن أن بين أن السنة موضحة له وأنها حجة شرعية.
* استدلوا أيضا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن كتابة السنة في مواطن وأجيب .
* الرد عليهم : بأن النهي في هذه الأحاديث لأمر خاص وهو الخشية من اختلاط الكتاب بالسنة.
************************************
تم بحمد الله الإنتهاء من المحاضرة الثانية
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
المصدر : منتدى الأكـاديميـة المفتوحـة ملتقى اعلم والعلمـاء
يتبـــــــــــع
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن نبينا عبده ورسوله النبي المجتبى وعلى آله وأصحابه ومن على أثرهم اقتفى أما بعد فأتوجه إلى الله العلي القدير أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يشرح لنا صدورنا وأن ييسر لنا أمورنا وأن يوفقنا إلى العلم النافع وأن يرزقنا العمل بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يزيدنا علماً إنه على كل شيء قدير
أخوتي في الله ...من أعظم الصدقات نشر العلم ،فالعلم هو أول مانزل به الوحي على نبينا
عليه الصلاة والسلام متمثلا بقوله تعالى : (إقرأ باسم ربك الذي خلق ).
فمن هذا المنطلق ..أرغب في طرح ما تلقيته من علم من أساتذتي ومشايخي حتى يعم النفع
ويشمل طبقات كبيرة من الناس لتنتفع به .
هذه محاضرات لشيخنا الدكتور سعد الشثري في مادة علوم الحديث ناقشها معنا الأستاذ الدكتور
وليد الودعان حفظهما الله .
قمت بتلخيص المحاضرات على هيئة سؤال وجواب ،حتى يسهل على الجميع قراءتها وفهمها
هي نافعة للمبتدئين في علم مصطلح الحديث وعذرا لأي خطأ ،فهي جهد شخصي ولا يخلو من
الأخطاء ...نسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن .
تلخيص المحاضرة الأولى
علوم الحديث
للمستوى الأول
سؤال وجواب
1_ ماهي فوائد دراسة علوم الحديث ؟
1_معرفة مصطلحات المحدثين وفهمها والتمييز بينها .
2_الثقة بالسنة النبوية وأنها حظيت بعناية وبذلت فيها جهود عظيمة بالغة الدقة.
3_التعرف على مصارد السنة وكيفية الرجوع إليها .
4_التعرف على الطرق والقواعد التي من خلالها نعرف المقبول من المردود ونميز بينهما .
********
2_ماهي مكانة السنة النبوية ؟
1. أن السنة تفسير للقرآن :لا يمكن فهم بعض آيات القرآن إلا من خلال فهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أن القرآن العظيم قد أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأوجب علينا معرفة حق سنته .
والآيات التي فرضت على المؤمنين طاعة النبي صلى الله عليه وسلم آيات صريحة لا تحتمل التأويل وطاعته إنما تكون بالتزام سنته والعمل بما ورد من أحاديثه صلى الله عليه وسلم.
3. أن السنة ترجع إلى الوحي : السنة النبوية هي بوحي من الله تعالى أو باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم.
4. أن الله توعد أولئك المخالفين سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالعقوبة في دنياهم وآخرتهم .
5. أن النصوص قد جاءت بإثبات الرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله .
ومن مقتضى الإيمان برسالته أن نطيعه فيما أمر به وأن نصدقه فيما أخبر به.
6. أن كتاب الله محتاج لبيان السنة قد تخفى علينا شيء من معاني الكتاب إذا لم يصل إلينا بيان السنة
لأنه صلى الله عليه وسلم أعرف منا بمراد الله سبحانه وتعالى وبما يقصده .
7. إجماع الأمة الإسلامية على العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد عملوا بما فيها
وتمسكوا بها وحافظوا عليها والآثار الواردة عن صحابة نبي الله رضوان الله عليهم وصلى الله عليه وسلم الدالة على العمل بالسنة كثيرة متتابعة .
تم بحمد الله الإنتهاء من المحاضرة الأولى
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
تلخيص المحاضرة الثانية
سؤال وجواب
1_ما مكانة السنة من الكتاب؟
اختلف فيها أهل العلم على قولين :
.
* القول الأول : أن السنة النبوية في مرتبة ثانية بالنسبة للقرآن .
واستدلوا بهذه الأدلة:
1-أن القرآن كله قطعي الثبوت بخلاف السنة فمنها ما هو قطعي الثبوت ومنها ما ليس كذلك .
2- أن الكتاب متواتر النقل بخلاف السنة من جهة آحادها فإنه لم ينقلها إلا قلة من الناس .
3- أن السنة قد يرد عليها ما يرد من جهة دخول ما ليس منها فيها بخلاف الكتاب . .
واستدلواعلى ذلك أيضا من السنة بما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له : بم تحكم قال : بكتاب الله ،قال : فإن لم تجد قال : فبسنة رسول الله قال : فإن لم تجد قال : اجتهد رأيي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
* القول الثاني : أن الكتاب والسنة في مرتبة واحدة ، لأن كلا منهما دليل شرعي واستدلوا بـ :
1-ما ورد في النصوص الشرعية من عطف طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعة الله عز وجل.
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92
2-أن الله قد جعل طاعة الرسول من طاعة الله .
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
3-بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل طاعته واجبة مثل طاعة الله عز وجل .
كما جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ".
*****
3-هل يترتب على هذا الخلاف شيء من المسائل ؟
لا يرتب على هذا الخلاف شيء من المسائل لأنه قد اتفق أهل العلم على أنه إذا كان هناك خبر وكانت هناك آية من القرآن ولم يمكن الجمع بينهما ولا معرفة التاريخ فيهما ولم نتمكن من الترجيح بينهما بوجوه الترجيح المختلفة فقد اتفقوا حينئذ على تقديم الآية القرآنية على السنة الواردة
كما أن أهل العلم قد اتفقوا أيضا على أن المجتهد إذا نظر في المسألة الفقهية فإنه ينظر إلى جميع الأدلة ولا يصح للمجتهد أن يحكم بما في الكتاب وهولم يبحث بعد عن أدلة المسألة الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأن السنة قد تخصص عموم الكتاب وتقيد مطلقه.
********
4-هل يستقل الحديث بإثبات حكم شرعي بدون أن يكون له أصل في الكتاب؟
قد أطال العلامة الشاطبي الكلام على هذه المسألة في كتابه " الموافقات " ولكن
نقول إن كل سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد يمكن إرجاعها إلى
عمومات الكتاب الواردة بإثبات حجة أو حجية سنة النبي صلى الله عليه
وسلم بمثل قوله سبحانه "
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}الحشر7
*********
5-ماهي أنواع السنة بالنسبة للكتاب ؟
أنواع السنة من الكتاب
1-أن تكون السنة النبوية مقررة لما في الكتاب .
مثال عليه :
ماورد في قول في قول الله عز وجل : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }البقرة185
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من الواجبات صيام شهر رمضان لما جاءه الأعرابي فسأله عن الواجب عليه من الصيام فقال :صيام شهر رمضان ، فهذا الحديث يقرر ما في الكتاب.
2-أن تكون السنة مبينة لما في الكتاب
وهذا على أنواع:
1-أن يكون على جهة التفسير والتفصيل: فإذا كان هناك شيء مبهم أو مجمل فإن السنة تأتي ببيانه وإيضاحه وبيان المراد منه. ومن أمثلة
ذلك قول الله جل وعلا : { وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}الأنعام141
فهذه الآية تقرر أنه يجب على المسلمين أن يؤدوا زكاة الزروع والثمار ولكنها لم تبين ما هو الحق الواجب في الثمار والزروع بالنسبة للزكاة ففسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
"فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر "
2-أن تكون السنة مقيدة للقرآن أو مخصصة له: وهو نوع من أنواع البيان عند جماهير أهل العلم ،مثال ذلك ماورد في قول الله عز
وجل {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ }النساء11
حيث بينت الآية أن الآباء إذا توفوا فإن أبناءهم وبناتهم يرثونهم وأنه يكون الميراث للذكرمثل حظ الأنثيين لكن جاءت السنة فخصصت هذا العموم في قوله "أولادكم " فبينت السنة أن الولد الكافر لا يرث كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لايرث الكافر المسلم " وجاء في السنة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يرث القاتل " كما رواه الترمذي وغيره
3-السنة التي ظاهرها أنها ناسخة لما في الكتاب :مثال عليها
قوله تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180
فإن ظاهر هذه الآية صحة الوصية للوالدين ثم جاء
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا وصية لوارث. "
4-السنة المستقلة بأحكام جديدة لم تجد في الكتاب .
ومن أمثلة ذلك:
ما ورد في تحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها كما في الحديث المتفق
عليه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تنكح
المرأة على عمتها ولا على خالتها "، ومن أمثلة أيضا أنه ورد في الأحاديث
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية.
وهنا قولان للعلماء على مثل هذه الأحكام الزائدة على مافي الكتاب:
* إذا كانت سنة مستقلة فإنها واجبة الاتباع ويجب العمل بها .
* وطائفة يقول لا بد أن يكون لها أصل لكن يمكن إرجاعها إلى العموميات الواردة في الكتاب بأن السنة حجة .
وهذا الخلاف إنما هو في السنة الآحادية فقط وأما الزيادة على نص القرآن بسنة متواترة فهو محل اتفاق بين أهل العلم
********
6_هل يصح نسخ الكتاب بالسنة ؟
اختلف علماء الأصول في ذلك على أقوال متعددة :
1_ أن السنة تنسخ الكتاب مطلقة وهو قول طائفة من المحدثين .
2_ إن الكتاب ينسخ بالسنة المتواترة دون السنة الآحادية , هذا قول جماهير الأصوليين .
3_ وطائفة تقول بأن الكتاب لا يمكن ولا يصح أن ينسخ بالسنة .
**********
7_ظهرت طوائف لاتقبل السنة فما هي ؟
1_ الخوارج :نقل عنهم أنهم لا يقبلون السنة ويقتصرون على ما في الكتاب : فهم يردون أحاديث بعض الصحابة الذين لا يزكونهم ولا يرون أنهم من العدول.
2_ المعتزلة : حيث كان المعتزلة يحكمون عقولهم :
فهم يردون السنة في العقائد إذا كانت مخالفة بما في عقولهم.
3_ الشيعة :وهم فرق كثيرة لا يرضى بعضهم عن بعض.
وأقوالهم :
* لا يقبلون رواية الصحابة الذين لا يرون عدالتهم.
* إدخال الشيعة لأقوال الأئمة في مفهوم السنة حيث يرون أنها من الحجج الشرعية.
* يرون أن السنة الواردة عن المتأخر من الأئمة ينسخ عمن ورد قبلهم.
4_أهل القرآن :فرقة أسمت نفسها بأنها أهل القرآن أو القرآنيون وبدأوا ينكرون حجية السنة النبوية.
**********
8_ماهي أدلة هذه الطوائف وكيف ترد عليهم ؟
* أن قالوا إن الدين يجب أن يكون قطعيا والسنة ظنية ومن ثم لا يصح أن نحتج بالسنة .
* نرد عليهم :
بأن النصوص الواردة بالنهي عن الظن إنما المراد به الظن الذي يكون في مقابلة اليقين ومقابلة الحق المقطوع .
* أن الكتاب محتو على حكم كل شيء ومن ثم لا نحتاج معه إلى السنة .
* الرد عليهم : قد بين القرآن أن السنة تبين الكتاب :
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
* استدل بعضهم بقوله تعالى : {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38
* الرد عليه: المراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ وليس المراد به القرآن.
* بأن قالوا إن القرآن كامل ومقتضى كمال القرآن أن لا نحتاج معه إلى دليل آخر .
* الرد عليهم: بأن من كمال القرآن أن بين أن السنة موضحة له وأنها حجة شرعية.
* استدلوا أيضا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن كتابة السنة في مواطن وأجيب .
* الرد عليهم : بأن النهي في هذه الأحاديث لأمر خاص وهو الخشية من اختلاط الكتاب بالسنة.
************************************
تم بحمد الله الإنتهاء من المحاضرة الثانية
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
المصدر : منتدى الأكـاديميـة المفتوحـة ملتقى اعلم والعلمـاء
يتبـــــــــــع