بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه و سلم
الأخوان الأفاضل و الأخوات الفاضلات
في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الأنتحار كما فعل محمد البوعزيزي بنفسه ، فأحرق بعض الشباب أنفسهم في الجزائري و مصر و مورتانيا و هذا و الله أمر خطير جداً جداً .
يقول الحق سبحانه و تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )
و عن ابى هريره قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن شرب سماً ، فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام هذا من أهل النار فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل يا رسول الله الرجل الذي قلت له آنفا إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار فكاد بعض المسلمين أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالاً فنادى في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) رواه مسلم .
و غيرها الكثير جداً من الأدلة على تحريم الانتحار و الوعيد الشديد لمقترف هذا العمل بالنار و سوء الدار و العياذ بالله .
فالبوعزيزي ليس لنا قدوة فالانتحار محرم شرعاً و لا يجوز للمسلم أن يسلك هذا المسلك الذي نهايته جهنم و بئس المصير و العياذ بالله.
و الكارثه أن بعض الفضائيات تصف البوعزيزي أنه شهيد !!! لكي تظلل غيره للأقدام على هذه الجريمة في حق نفسه ، مع أننا نكره الطغاة و لا نحبهم و لا نرضى وجودهم و لكن ليست هذه طريقة لأزالتهم بأن ينتحر الإنسان المسلم بهذه الصورة التي نرها . فنحن نحي ما قام به الشعب التونسي بالاطاحه بهذا الطاغيه و لكن لا نقول أن فعل البوعزيزي فعل شرعي و هو شهيد ، فهذا الفعل محرم شرعاً و لا يجوز . و لا نساوي بين من قتل نفسه(انتحر) و بين من قتل (شهيداً) على يد هذا الطاغيه. فنرجوا أن يفهم الاخوان هذه النقطة جيداً
فالإنسان المسلم لا ينتحر و لا يلقي بنفسه إلى التهلكه ، فلا يخسر الدنيا و الأخرة فماذا يستفيد بموته و نهايته على هذه الصورة التي تأكدها الأحاديث الصحيحه الواردة في هذا الشأن.
يا أخوان ،،،، هذا موضوع جداً خطير و لا يسعنى ألا أن ننبهكم بارك الله فيك إلى الابتعاد عن هذه الافكار الشيطانيه و وسوسة رفاق السوء و أفكار طلب الشهرة و تذكروا قوله عز وجل (وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) فإن الله عز و جل غفور رحيم ، و كما نرجوا منكم الأنتباه لأخوانكم من الشباب الصغار و نصحهم و الحرص على سلامتهم من هذه الأفكار حفظنا الله و أياكم و جميع المسلمين .
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته